ريكارد ورجاله دون الآمال حتى الآن

لم تكن بداية فريق برشلونة على قدر الآمال العريضة التي رسمتها جماهير الفريق الكاتالوني العريق قبيل انطلاقة الموسم الكروي الجديد وبالأخص بعد استقدام أربعة من أبرز اللاعبين على الساحة الأوروبية في الوقت الراهن وهم الفرنسيان تييري هنري وإيريك أبيدال والإيفواري يايا توريه والأرجنتيني غابريال ميليتو.

وبعيداً عن الجدل حول صوابية الاستغناء عن بعض اللاعبين كلودوفيك جيولي وخافيير سافيولا، فقد جاهر المدرب الهولندي فرانك ريكارد برضاه عن التشكيلة الحالية للفريق حتى أنه كاد أن "يتهور" ويستغني عن البرتغالي "المحوري" ديكو.
تمكن برشلونة من تحقيق الفوز في ثلاث مناسبات هذا الموسم بما فيها واحده في دوري أبطال أوروبا على حساب ليون الفرنسي (3-0) ولعله الفوز المقنع الوحيد، في مقابل تعادلين في الدوري أحبطا عزيمة جماهيره وطرحا تساؤلات تبدو "مبررة" في ظل حالة التذبب التي يعيشها الفريق الكاتالوني والتي تتزامن مع إصابة كل من صامويل إيتو هداف الفريق، والقائد كارلس بويول، وتراجع مستوى البرازيلي رونالدينيو المغلف بإطار الإصابة !!!
يبرز من الفريق هذا الموسم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي بات يصنع الفارق في كل مناسبة وإلى حد بعيد تمكن من خطف الأضواء من البرازيلي رونالدينيو، وكذلك يبرز المدافع إيريك أبيدال على الناحية اليسرى، أما تييري هنري فلم يظهر بالمستوى المطلوب حتى الآن، والشاب المكسيكي جيوفني دوس سانتوس، ولعل الأبرز هو يايا توريه الذي ظفر بمركز أساسي في منتصف الملعب.
لعل المشكلة الرئيسية التي تواجه الفريق منذ الموسم المنصرم هي عجزه عن تقديم الكرة الممتعة والهجومية التي مكنته من الظفر بلقبين محليين ولقب أوروبي قبل موسمين، والمفارقة أن ذلك تزامن مع رحيل مساعد ريكارد الهولندي تين كات إلى أجاكس أمستردام في الموسم الماضي، ومجيء يوهان نيسكينز ليتولى منصب مساعد المدرب، فهل يطرح ذلك علامة استفهام حول مسؤولية ما للجهاز الفني ؟؟ أضف إلى ذلك النصيحة المجانية التي قدمها "عرّاب" الفريق يوهان كرويف عندما نصح ريكارد باعتماد أسلوب هجومي أكثر جرأة، هو أمر إن دل على شيء فهو يدل على أن الهولندي المحنك لا يرى أن برشلونة يقدَم أفضل ما لديه على أرض الملعب حالياً.
أما اللغز المحيّر، فهو الهبوط الملحوظ في مستوى رونالدينيو، فبالرغم أنه لعب أفضل مواسمه مع برشلونة من حيث عدد الأهداف والتمريرات الحاسمة في الموسم المنصرم إلا أنه يفتقد للفعالية والخطورة وخاصة أمام الفرق الكبيرة، والكلام هنا ليس من موضع التشكيك في قدراته ولكن للبحث في الأسباب الكامنة وراء ذلك.
لا يختلف اثنان أن رونالينيو هو من أفضل اللاعبين الذين أنجبتهم كرة القدم منذ وجدت، ولكن السؤال الحقيقي هو هل يواجه ريكارد مشكلة في التعامل مع رونالينيو، أو توظيف إمكاناته بالشكل الأمثل؟؟؟
أضف إلى ذلك الأحاديث المتكررة عن إمكانية انتقاله إلى فريق آخر، وهو أمر ليس بمحبب عند جماهير الفريق التي تعتبره اللاعب رقم "1".

إن المقاربة الموضوعية تقتضي التريث للحكم على مستوى الفريق، وصحيح أن النتائج لم تكن سيئة، ولكنها لم تكن ممتازة أيضا بالمقارنة مع إمكانيات الفريق، ولكي لا تتكرر خيبة الأمل التي عاشتها الجماهير في الموسم الماضي يجب العمل على تقديم كرة قدم أجمل وهو ما يعرف عن برشلونة.